دكتاتورية الأحزاب تعيق مسار التنمية في آم
لا يمكن أن نتحدث عن مغرب جديد دون تجديد مؤسساته في شموليتها. بعد ان اعترف الجميع ، بدينامية ملحوظة، خلال العشر سنوات الأخيرة، تزداد حدة يوما بعد اخر، لا نزال نعاني من هيمنة الأسماء التقليدية على رؤوس المؤسسات الحزبية وإقصاء التجارب الشابة من مسؤولية المكاتب التنفيذية والسياسية واللجان المركزية.
تحولت الأحزاب إلى مقاولات سياسية، ليس في غضون الحملات الانتخابية فحسب بل داخل الأحزاب نفسها وخضعت لقواعد السوق ، وسطو أرباب الأعمال واحتجاز الكراسي، نخشى ان تصاب بسرطان المقاولات العائلية ولو ان المؤشرات بدأت تظهر على بعضها.
اعترف وزير الداخلية السابق ادريس البصري انه لا يشهد بالنزاهة السياسية والأخلاقية ضمن من كنا نسميهم أعداءه اللدودين وعلقنا عليهم آمالنا في الحد من الممارسات المخزنية والتوزيع اللامعقول للثروات، الا لثلاثة اسماء و بمحض الصدف ان هؤلاء غابوا من المشهد السياسي منهم من استقال ومنهم من وافته المنية.
كان هذا في تصريحاته السامة في باريس ابان حرب الباسبور الصبيانية والتي ذهب ضحيتها سفير المغرب بفرنسا وكنا سنؤدي تمنها غاليا لولا ان تدخل صاحب الجلالة لإيقاف نزيف التسرب الذي كاد ان ينال كل أسرار الدولة وفضائح سنوات الرصاص الخ .
ابتدأ كل شيء صبيحة 18 نونبر 1962 حيث كانت العقول المدبرة للحركة الوطنية تستعد لصياغة اول دستور للمملكة.
فإذا بالمغفور له الملك الراحل الحسن الثاني يأتي بدستور من تحرير فرنسي. طلب الملك من الأحزاب ان تصوت لصالح هذا الدستور فرفض عبد الله ابراهيم والمهدي بن بركة و أعلنوا حربا إعلامية تعتيمية طالبت بعدم التصويت في الوقت الذي انفرد فيه علال الفاسي بالترحيب بالفكرة الترويج لها.
في ذلك الحين بالضبط ، حسمت المعادلة السياسية لمغرب ما بعد الاستقلال ودقت اجراس الخطر في كل مكان فاختفى بن بركة وانفرد الفاسي برحمة القصر وغضب على عبد الله ابراهيم وأصحابه ومن أتى بعدهم.
هناك حصل شيء اهم وهي القطيعة التواصلية بين الأحزاب السياسية التقليدية والقصر الملكي ، مما ولد احزابا مخزنية او ما كان يسمى باحزاب بصرية او احزاب الكوكوت مينوت. فلم يكن التجديد لينال الأحزاب الموالية للمخزن ممكنا ابدا حيث اريد لرؤوس الحربة ان تبقى في اللعبة المخزنية تاخذ وتعطي ويموت سر الكنز مع قلب علي بابا ومن حاول كشف السر او روج له اتهم بالخيانة العظمى ومنعت محاضراته ان لم يرحل الي حيث لا احد يدري.
كيف يمكن ان نقول اننا خرجنا فعلا من سنوات الرصاص ، إن كانت هذه الأسماء بكل ما لها من حمولة في الحياة السياسية،لاتزال تشكل النخبة السياسية لهذا البلد ، فمنها يمثل البرلمان بتمثيليته وقراراته ومختلف لجانه ومنها تكون الحكومة .ففيها ايضا تباع الزكيات حسب قيمة المناصب في السوق المالية الوطنية وترتفع بزكيات الانتخابات التشريعية الى اثمنة تجعلك تطرح السؤال : وكم اجرة البرلماني مدة خمس سنوات ؟ وفيها ينال المرشح الاكثر ثقلا دعما ماليا مركزيا يمكنه من اقتناء ضحاياه من شعب لم يشهد له التاريخ ان سومت كرامته من اي كان.
شعب بالامس القريب لم تتجرا الامبراطورية العثمانية رغم بطشها ان تجتاح ترابه. شعب قيمه وانسانيته لم تجعله يتردد لحظة في الاستجابة لنداء الاستغاثة من جاره الجزائر ضد فرنسا المستعمرة فضحى بدمائه ورجالته من اجل ان تعلى كلمة الحق ولا تداس كرامة من اوصى سيد الخلق صلى الله عليه وسلم ان تحسن اليه ولو كان من غير دينك وتعزيه ادا مرض وتشيع جنازته اذا مات الى آخر الحديث
ها هي كرامة المنتخب تباع وتشترى واعلموا يا مضاربين ان التاريخ لا يرحم انكم مدينون لمجتمع بشيوخه وشبابه ونسائه اطفاله. لقد حان الوقت للمصالحة مع الماضي وترك المبادرة لجيل تكاد تناله عدوى اللا اخلاق وتبقى دار لقمان علا حالها.
انسينا فضيحة 2002 حيث وصل ثمن الحقيبة الوزارية الى 500000 درهم ؟ و همت الفوضى مقاهي فنادق العاصمة وكثرت الدعاوى والمآدب بمآكلها ومشاربها في ثاني حكومة في تجربة التناوب بشكل أثار سخرية من كانت صحافة الكتلة يوما تسوق لفضائحهم.واضطر الملك الى اختيار وزير اول ليكون أغلبيته و كثر الصراخ هنا و هناك حول ممارسة حق دستوري يميز المغرب عن باقي الدمقراطيات بكونه بلد ملكية دستورية ديمقراطية وان للملك الحق الكامل في اختيار الوزير الاول.
لن ننسى ابدا عباس الفاسي والنجاة ونعاني ولا نزال نعاني من غياب كفاءة حكومته واثر ذلك على جميع القطاعات بما فيها الميدان الاجتماعي و الاقتصادي و السياسي و التعليم التنمية البشرية والامن والشؤون الخارجية ونالت التعيينات السامية اصهار و انجال و احفاد عباس والفضائح كثيرة. واكبرها هي الخيانة العظمى نتمنى ان لا تكون حكومة النجاة من المقاصد العميقة التي جاءت في خطاب جلالة الملك بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء . وان كان الامر عكس ذلك فلنترحم على انفسنا.
في تعيين صاحب الجلالة لعباس الفاسي رغم ماضيه الخبيث رسالة الى الشعب المغربي تدعو الى الكف عن مقاطعة الانتخابات، اذ كان معدل المشاركة آنذاك لم يتجاوز معدل 18% رسالة اعطت اكلها في الانتخابات الجماعية الاخيرة اذ وصلت المشاركة سقف 36%. اليس لحزب الاستقلال بماضيه الغني بمواقفه الشجاعة ابان الحركة الوطنية وغيرها، حظا آخر غير الفاسي على رأسه ؟
هل صورة الحزب تليق بصورة عباس ؟ لابد ان الجواب يجد نفسه في رياسة جميع الاحزاب بدون استثناء.وكم من نجاة نجى جانيها وتم وأدها في مقابر دار المقري وقصور البصري. ولم تكن نجاة اي جان مجانية بل تؤدى باغلى ما يملك المرء وهي مصداقيته. طالما الح العالم والمنظر المغربي الدكتور المهدي المنجرة على المصداقية كقيمة لا تباع ولا تشترى الا ان احزاب بلادنا تبيع مصداقيتها وتشتري ثقة وكرامة مواطنيها.
لم يتوقع احد اللغة الصريحة والجريئة التي خاطب بها صاحب الجلالة المؤسسة العسكرية رغم كل الحساسية التي تميز هذا القطاع وبشهادة كل الخبراء مع ما يحدث في دول الجوار من تطورات و امكانية تأثيرها على المغرب . إلا ان التقاعد كان من حظ جنرالات لم يكن في حسبانها ابدا ونال الانتقال حظ البعض الاخر مع العلم ان المؤسسة العسكرية اكثر احتياجا لتجربة واقدمية ضباطها.وغلبت المصلحة العامة لتفرض الارادة الحقيقية في التغيير نفسها، ولا نزال نعلق امالنا على الارادة المولوية في الاصلاح الشامل لهذا القطاع.
حق الشعب المغربي في نخبة سياسية جديدة ذات مصداقية حق مشروع واولوي. امالنا في دستور جديد وانتخابات نزيهة و مؤسسات ذات مصداقية واستحضار الاطر الكفؤة والاجدر لمناصب القرار في مغرب الديمقراطية الحقا. امل لن يتحقق الا" بتجديد النخب "واصلاح المؤسسات الحزبية و كلهم يخشى هذه العبارة كخوف اليهود من الموت. فتح المجال امام كفاءات شابة ذات نظرة جديدة تساير تطورات العصر وتتحمل مسؤوليتها احسن و كفا من التخربيق.
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 2 autres membres