مسار التنمية والتقدم في المملكة المغربية
ـ 1 ـ
1/ المغرب وتحرير القدس الشريف : التزام راسخ، مقاربة ناجعة، وحصيلة مشرفة :
تنخرط المملكة المغربية بعزم وتصميم في مواجهة السياسيات والإجراءات الإستعمارية الإسرائيلية، الرامية إلى تكريس الإحتلال، عن طريق الإستيطان والتهويد، والميز العنصري، وذلك في إطار الإلتزام الراسخ للمملكة المغربية، لدعم الكفاح المشروع للشعب الفلسطيني لتحرير أرضه، واسترجاع سيادته، وإقامة دولته المستقلة القابلة للحياة من جهة، ولتحرير كافة الأراضي المحتلة في الجولان وجنوب لبنان، على قاعدة الحقوق الراسخة، وقرارات الشرعية الدولية، ومبدأ الأرض مقابل السلام، ومبادرة السلام العربية من جهة أخرى.
I/ ويولي جلالة الملك محمد السادس، رئيس " لجنة القدس "، عناية فائقة لوضعية ساكنة القدس الشريف، من أجل تعزيز صمودهم في مواجهة سياسة الإستطيان والتهويد والترحيل، وتثبيت أقدامهم على أرض أجدادهم، وحماية المقدسات العربية والإسلامية بالمدينة، وكذا المساهمة في تدعيم المقومات الإجتماعية والثقافية والإنسانية لصمودهم وكفاحهم البطوليين.
وفي هذا الصدد، يؤكد جلالة الملك، أكثر من مرة أنه :
+) << من منطلق الأمانة التي نتقلدها، بصفتنا رئيسا للجنة القدس، ما فتئنا نبذل المساعي الدبلوماسية لدى رؤساء الدول الفاعلة، وقداسة البابا والهيئات الدولية المعنية، من أجل الحفاظ على الطابع الخاص للقدس، وفقا للقرارات الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومجلس الأمن، والإلتزامات المتبادلة بين الأطراف المعنية >>.
+) (...) << كما عبرنا عن إدانتنا لكل الممارسات الإسرائيلية العدوانية، وسياساتها الإستيطانية ومشاريعها التوسعية، باعتبارها تشكل إخلالا جسيما بالأوضاع والتوازنات السكانية والعمرانية في القدس المحتلة، ولتماديها في نهج سياسات الهدم والضم ومصادرة الأراضي والممتلكات والترحيل والعزل والحرمان من حق ولوج أماكن العبادة في انتهاك صارخ للشرائع السماوية والقوانين الدولية...>> (نص رسالة جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، إلى المشاركين في ملتقى القدس الدولي).
وفي ظل هذا الإلتزام الراسخ بقضية القدس وتحريره، يواصل جلالته دعم كفاح المقدسين ميدانيا. وفي المجالات كافة.
وفي هذا الصدد، عبر سماحة الشيخ يوسف جمعة سلامة، إمام المسجد الأقصى الشريف، ونائب رئيس الهيئة الإسلامية العليا للقدس، عن امتنانه للمنحة التي قدمها مؤخرا جلالة الملك محمد السادس، رئيس " لجنة القدس " عبر " وكالة بيت مال القدس، من أجل تدعيم صمود ساكنة القدس الشريف، مضيفا أن هذه " المبادرة " لجديرة بالمساهمة في نصرة ودعم المقدسيين، وهم يواجهون بروح بطولية نادرة إلإجراءات الإسرائيلية الرامية إلى تهويد القدس.
II / وفي سياق هذه المقاربة النضالية لدعم صمود المقدسيين، وهي المقاربة التي تقوم على إسناد الموقف، المبدئي/السياسي، بالإجراء العملي، الميداني ـ تواصل " وكالة بيت مال القدس " التابعة للجنة القدس، مشاريعها الميدانية، الإجتماعية والإنسانية بالقدس الشريف، من أجل تعزيز صمود المقدسيين في مواجهة إجراءات الإضطهاد والعزل والترحيل الإسرائيلية.
.../...
ـ 2 ـ
وفي هذا الإطار، قامت " الوكالة " بـ :
+) إنجازات صحية، بتمويل مـن " وكالة بيت مال القدس " :
← إنشاء قسم جراحة وعلاج الأعصاب بمستشفى " جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية "، وهو القسم الوحيد الذي سيقدم خدمات لسكان القدس والضفة الغربية معا؛
← توجيه عدد من الأخصائيين المغاربة في مجال جراحة القلب المفتوح لإجراء عمليات جراحية للأطفال؛
← إنشاء وحدة تشخيص وعلاج أمراض الكلي والأمراض السرطانية، بمستشفى " المطلع " ؛
← تعزيز دور وفعالية " جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني " بإمدادها بعيادتين متنقلتين تقدم خدماتها الإسعافية لجميع مستشفيات القدس الشريف؛
+) إنجازات تربوية :
← بناء طابق جديد بالمدرسة الإعدادية بمخيم شعفاط؛
← ترميم وإصلاح ناد للشباب ببيت حنينا؛
← اقتناء مبنى مدرسة النهضة، وإعلانه وقفا إسلاميا لفائدة دائرة التربية والتعليم، كمدرسة ابتدائية في البلدة القديمة في القدس الشريف؛
← ترميم مبنى " الزاوية المغربية " الذي يضم 16 عائلة من أصول مغربية، من بقايا سكان " حارة المغاربة " التي هدمتها سلطات الإحتلال الإسرائيلي عام 1967.
+) إنجازات اجتماعية :
← توقيع اتفاقيات جديدة مع أصحاب المخابز في القدس الشريف، في إطار مشروع " العيش الكريم "، لتعزيز وتوسيع دور هذا المشروع الإجتماعي الذي تستفيد منه 900 أسرة مقدسية يوميا؛
← تعزيز دور الجمعيات المدنية المقدسية، بإقرار تقديم منحة سنوية لكل جمعية، بالإضافة إلى تمويل مشاريعها التي تحظى بموافقة لجنة الدعم التابعة للوكالة؛
← تدعيم الإسكان الإجتماعي في القدس الشريف، بتعاون وتنسيق ما بين وزارة الأشغال العامة الفلسطينية، و" وكالة بيت مال القدس الشريف "، بتعاون وتكافل مع القطاع الخاص، تنفيذا لمشاريع السكن بالقدس الشريف؛
← صيانة وتأهيل " مقبرة باب الرحمة "، وهي مقبرة تاريخية تضم رفات عدد من صحابة رسول الله (ص) والمجاهدين والعلماء؛
← تأهيل " دار الرحمة " للمسنين بجبل الكبر، لتتناسب مع احتياجات المسنين، وتوفير الإقامة الكريمة لهم في ظروف وشروط جيدة.
+) إنجازات رياضية :
← تمويل مشروع إقامة ملعب رياضي، يفتح أمام أطفال وشباب منطقة صور باهر، وسوف يتم تنفيذ المشروع على مراحل؛
.../...
ـ 3 ـ
← تشييد مبنى متعدد الأغراض والإستعمالات في شعفاط، لخدمة الحركة الرياضية والشبابية في المجتمع الذي يعاني من الإكتظاظ السكاني وانعدام الخدمات... وسينفذ المشروع على مراحل، كما سيحتوي على قاعة متعددة الإستعمالات الرياضية والثقافية، وعلى ملعب رياضي، وعلى قسم للخدمات...
III/ ويسهر الدكتور عبد الكبير العلوي المدغري، المدير العام لـ " وكالة بيت مال القدس الشريف "، على متابعة إنجاز هذه المشاريع وتفقد مراحل تطورها، بتعاون وتنسيق مع المؤسسات الفلسطينية المقدسية، المدنية منها والدينية.
وفي آخر زيارة للسيد المدير العام للقدس، هي الرابعة من نوعها، قام السيد المدغري بتوقيع أربع اتفاقيات لبناء مدارس وبحث شراء أرض الدقاق لتحقيق نفس الغرض، وشراء مدرسة كانت معروضة للبيع، ومنح 40 منحة سنوية للطلبة، وتوزيع أدوات الدراسة، وصيانة المقابر، ودعم الجمعيات النسوية، وفتح القروض الدوارة، وتوقيع اتفاقيات مع مجلس الإسكان لتأهيل منازل الفقراء، والشروع في بناء 156 وحدة سكنية ببيت حنينا، بقيمة 18 مليون دولار، وتمويل حفل زفاف 20 فلسطينيا.
IV/ وفي تقييم معلن وصريح للجهود الموصولة التي تقوم بها " وكالة بيت مال القدس "، بتوجيهات من جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، أعلن الشيخ يوسف جمعة، خطيب المسجد الأقصى المبارك، والنائب الأول لرئيس الهيئة الإسلامية العليا للقدس، وثاني رئيس لمجلس الأمناء بجامعة الأزهر بغزة :
<< أن العمل الذي تقوم به " وكالة بيت مال القدس الشريف " يساهم في تثبيت الفلسطينيين على أرضهـم ومحافظتهم على مقدساتهم، في وقت تتعرض فيه القدس لتطهير عرقي مسترسل >>.
+) كما أشاد الشيخ بدور جلالة الملك محمد السادس في دعـم القضية الفلسطينية، وهو دعـم " لم يكن وليد اليوم، بل امتد منذ رئاسته للجنة القدس "، مشيرا إلى أن << المغرب كان ولا يزال مساعدا للشعب الفلسطيني على الأرض، وليس عبر الشعارات >>، مؤكدا << أن الرباط قدمت المساعدات الفورية عقب حدوث العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث تم ربط جسر جوي لنقل المساعدات من الرباط، عبر مطار العريش، إلى رفح ضم 27 طائرة محملة بالأدوية والمواد الطبية، بالإضافة إلى مكوث الوفد الطبي الملكي بمستشفى القدس لعلاج الآلاف من الفلسطينيين، وإجراء العمليات، وفتح حساب مصرفي لجمع التبرعات، ومناهضة تهويد القدس الشريف...>>.
V/ وقد حيا أعضاء الإتحاد البرلماني للبلدان الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي (UPMOCI)، المجتمعون في إسطنبول (10 ماي/أيار 2010)، الجهود المبذولة من طرف لجنة القدس، تحت رئاسة جلالة الملك محمد السادس، في سبيل الحفاظ على الهوية العربية ـ الإسلامية للمدينة المقدسة.
+) كما أكد رؤساء وممثلو المؤسسات التشريعية لبلدان منظمة المؤتمر الإسلامي، في " إعلان إسطنبول "، عن تعلق العالم الإسلامي بقضية القدس الشريف، وبحماية واحترام الموروث المشترك، وبالحفاظ على هوية المدينة المقدسة.
.../...
ـ 4 ـ
كما أدان المشاركون في هذا المؤتمر الطارئ، التهديدات الإسرايلية الرامية إلى المساس بهوية القدس، وعبروا عن " عميق انشغالهم " إزاء المحاولات الرامية إلى تهويد المدينة المقدسة، وأدانوا الإنتهاكات المستمرة للأماكن الإسلامية والمسيحية بالقدس.
كمـا دعا " إعلان إسطنبول " مجلس الأمن الدولي، ومختلف مؤسسـات الأمم المتحـدة إلى " إرغام إسرائيل على وضع حد لإنتهاكات قواعد الشرعية الدولية "، والتراجع عن تهديداتها بالترحيل الذي يطال آلاف الفلسطينيين في الضفة والقدس.
+) وقد شارك المغرب في هده الدورة الإستثنائية للإتحاد البرلماني للبلدان أعضاء منظمة المؤتمر الإسلامي، بوفد برئاسة السيد محمد الشيخ بيد الله، رئيس مجلس المستشارين في البرلمان المغربي.
وقد أكد السيد بيد الله في خطابه أمام أعضاء المؤتمر على انخراط المغرب التام، تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، في الجهود العربية ـ الإسلامية الرامية إلى حماية المدينة المقدسة وصيانة وضعها القانوني، وكذا طابعها الحضاري والروحي.
<< إن القضية الفلسطينية وقضية القدس الشريف تشكلان إحدى التحديات الجسام التي يتعين على الأمة الإسلامية مواجهتها (...) إن جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، ليتابع بانشغال كبير هذه الوضعية ولا ينفك يبذل حثيث الجهود للدفاع عن القضية الفلسطينية، من حيث هي قضية مقدسة، بتقاطع وتناغم مع المبادرات الإقليمية والدولية الرامية إلى تكريس الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني >>، يؤكد السيد الشيخ بيد الله، رئيس مجلس المستشارين أمام أعضاء المؤتمر.
2 ـ المغرب والجهود الدولية لحظر انتشار السلاح النووي :
I/ تشكل مسألة انتشار السلاح النووي إحدى التحديات الخطيرة، بل التحدي الأخطر للسلام والأمن العالميين.
ومنذ عام 1968، وهي السنة التي أبرمت فيها " المعاهدة الدولية لحظر انتشار السلاح النووي " (TNP)، والتي ترجمت توافقا دوليا حول ضرورة منع انتشار هذا السلاح الفتاك الذي ينطوي على تهديد وجودي للإنسانية ـ فقد عرف حظر انتشار السلاح النووي تعرجات وارتباكات، مما جعل حصيلة العمل في مجال التقيد بمقتضيات المعاهدة الدولية حصيلة هزيلة. فقد عرف " النادي النووي " انخراط دول جديدة أضحت مالكة للسلاح الذري، انضافت إلى الدول النووية الخمس العظمى، كما تسعى دول إقليمية أخرى إلى امتلاك ناصية هذا السلاح الفتاك...
II / وقد شكلت قمة واشنطن (12/04/2010) الأخيرة حول " الأمن النووي " خطوة هامة في مسيرة العمل الدولي لحظر انتشار السلاح النووي. وقد انعقدت هذه القمة الدولية، أسابيع قلائل، بعد توقيع " معاهدة سارت II " التي تمثل بدورها خطوة هامة على طريق نزع السلاح النووي الإستراتيجي ما بين القوتين النوويتين الكبيرتين، الولايات المتحدة الأمريكية وفيدرالية روسيا، مما يؤشر إلى تنامي الوعي الدولي، وتقاطع الإرادات العالمية بضرورة اتخاذ خطوات عملية، وإحراز تقدم حثيث في مجال الأمن والسلام العالميين.
وقد شاركت المملكة المغربية في قمة واشنطن بوفد هام برئاسة السيد عباس الفاسي، الوزير الأول المغربي، وعضوية كل من السيد الطيب الفاسي الفهري، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، والسيدة أمينة بنخضرة، وزيرة الطاقة والمعادن والماء والبيئة.
.../...
ـ 5 ـ
وقد أوضح السيد الوزير الأول في كلمة أيام المؤتمر أن << الموقع الجغرافي للمغرب في مفترق الطرق بين إفريقيا وأوروبا والعالم العربي والمحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، يتيح له منظورا إقليميا فريدا حول القضايا الأمنية >>.
+) كما شدد السيد الوزير الأول على أن << إقامة منطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الأوسط سيساهم في تعزيز الإستقرار الإقليمي والأمن الدولـي، كما سيساعد على الوقاية من الإرهاب >>، مشيرا إلى أن << عدم الإستقرار الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط، التي أصبحت تعاني في الوقت الراهن من توترات متكررة، إنما يؤدي إلى مخاطر أمنية كبرى، وتحديات على المستوى العالمي، مما يؤكد الحاجة الملحة إلى استئناف المفاوضات، بغية إيجاد حل عادل ودائم يضمن للشعب الفلسطيني حقه المشروع في إقامة دولة مستقلة ذات سيـادة وقابلة للحياة عاصمتها القدس، تعيش في أمن وسلام، جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل >>.
+) ومن جهة أخرى، فقد وضع السيد الوزير الأول المغربي قمة واشنطن في صورة الأوضاع والتطورات التي تطال منطقة الساحل المجاورة للمغرب العربي، وعلى طول الساحل الأطلسي لإفريقيا.
ذلك أن منطقة الساحل ـ الصحراء << تشهد حاليا تناميا للعلاقات بين الجماعات الإرهابية وجماعات الجريمة الدولية العابرة للحدود، مستغلة سهولة اختراق الحدود، وضعف الهياكل الحكومية، ومستخدمة وسائل جد متطورة، مما يوفر شروط تنامي جميع أنواع الإتجار غير المشروع، بما في ذلك المواد النووية المشعة >>.
+) كما أكد السيد الوزير الأول على << أن المغرب على اقتناع تام بأنه لا يمكن معالجة كل هذه التحديات الملحة بفعالية، دون الرقي بمستوى التعاون الإقليمي والدولي، إذ لا مناص من التنسيق الوثيق، وتبادل الخبرات والمعلومات في الوقت المناسب >>.
كما أوضح السيد عباس الفاسي << أن التدابير المغربية لضمان الأمن ومكافحة الإرهاب النووي تندرج ضمن الإستراتيجية الوطنية للوقاية من الإرهاب والتصدي له، مؤكدا أن هذه الرؤية تعكس رؤية صاحب الجلالة التي تدعو إلى مقاربة استباقية ومتعددة الأبعاد >>.
III/ وفي هذا السياق، فقد شكل انعقاد المؤتمر الثامن لمراجعة " معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية " (03/05/2010) بمقر الأمم المتحدة، حلقة ثالثة في سلسلة الأحداث الدولية المؤطرة والموطدة للأمن النووي.
ومما لا شك فيه، فإن إبرام معاهدة " سارت II "، وانعقاد قمـة واشنطن حول " الأمن النووي " قد ساهما في توفير المناخ الملائم لأشغال المؤتمر الثامن الدولي حول حظر انتشار السلاح النووي.
وقد قاد الوفد المغربي لدى هذا المؤتمر السيد الطيب الفاسي الفهري، وزير الخارجية والتعاون في حكومة المملكة المغربية.
+) ولقد عبر السيد الوزير عن موقف المملكة المغربية بتأكيده على << ضرورة احترام حق الدول، الغير القابل للتصـرف، في الإستخدام السلمي للطاقـة النووية، طبقـا لرؤية صاحب الجلالـة محمد السادس، وهي الرؤية القائمة على مراعاة نوع من التوازن ما بين حق الإستخدام السلمي للطاقة النووية وبين واجب الإستعمال المسؤول والشفاف لهذه الطاقة >>.
.../...
ـ 6 ـ
كما دعا السيد الوزير الدول ـ الأطراف في معاهدة حظر انتشار السلاح النووي إلى " إجراء تقييم، بكيفية عميقـة وموضوعية، لتنفيذ مقتضيات المعاهدة، وذلك في اتجاه تفعيل روحيتها وأهدافها النبيلة ".
كما شدد السيد الطيب الفاسي الفهري على أن " نزع السلاح النووي لا ينبغي أن ينظر إليه كتنازل، بل ينبغي أن يشكل مساهمة فعلية وضرورية " من أجل عالم خال من السلاح النووي، وأن يساهم في تدعيم السلام والأمن العالميين.
كما دعا السيد الوزير الدول ـ الأطراف في المعاهدة إلى " الوفاء بشكل متوازن وشفاف، بالتعهدات المترتبة عن معاهدة حظر انتشار السلاح النووي (TNP) ، والمصادق عليها في مؤتمرات مراجعة المعاهدة "، مشيرا إلى أن المغرب يلح على ضرورة " تزخيم أشغال المؤتمر حول نزع السلاح، من أجل تطبيق فعلي وتدرجي للمراحل الثالثة عشر التي تبناها مؤتمر مراجعة المعاهدة في 2000 ".
+) كما شدد السيد الوزير على أن " المغرب، بصفته منسقا، إلى جانب فرنسا، في مجال تنفيذ التصريح الختامي للبند 14، المصادق عليه في السنة الماضية بنيويورك، فإنه يدعو إلى اتخاذ إجراءات فعلية، من أجل تسهيل تفعيل اتفاقية الحظر الشامل للتجارب النووية (TICEN) "، داعيا الدول التي لم تصادق بعد على التصريح إلى المبادرة بالمصادقة عليه في أقرب الآجال.
+) وفي نفس السياق، فقد ذكر السيد الوزير بأن التمديد اللامحدود لـ " معاهدة حظر انتشار السلاح النووي " (TNP)، المقرر عام 1995، قد تمت مباشرته على قاعدة قرار إقامة منطقة خالية من السلاح النووي (NWFZ) بالشرق الأوسط، متأسفا لكون المجتمع الدولي لم يتمكن من تنفيذ القرار حول الشرق الأوسط، بعد 15 سنة من اتخاذه.
إن المملكة المغربية، يشدد السيد الوزير، << تلح على ضرورة اتخاذ إجراءات عملية وملموسة لجعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من السلاح النووي، باعتبار ذلك يمثل مرحلة هامة لبناء الثقة بين دول المنطقة، وإقامة الأمن والسلام العالميين >>، كما أكد السيد الطيب الفاسي الفهري، << على ضرورة الإستفادة من نتائج مؤتمر باريس، المنعقد في مارس/آذار 2010، ومن الشراكة الكاملة من أجل الطاقة النووية >>.
+) وفي هذا المضمـار، فقد شـدد الوزير على أن المملكـة المغربية لمقتنعة تمامـا بـأن " الإستخدام السلمي، الشفاف، والمسؤول للطاقة النووية سوف يساهم لا محالة في التنمية الإقتصادية والإجتماعية " ، مقدرا أن تدعيم نظام عدم الإنتشار لا ينبغي أن يضع عراقيل جديدة في وجه النهوض بالتعاون العالمي، كما لا ينبغي أن يعرقل تحويل التكنولوجيا النووية لأغراض سليمة. " إن الولوج إلى الطاقة قد أضحى يشكل تحديا استراتيجيا بالنظر إلى الدور الهام الذي يلعبه اليوم، أكثر من أي وقت مضى، وذلك باعتبار كونه قاطرة للتنمية المستدامة ".
A découvrir aussi
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 2 autres membres