Formations Divers

Formations Divers

أبعاد تدبير الموارد البشرية في المغرب

لقد أصبح تدبير “الموارد البشرية “يكتسي أهمية بالغة في المغرب أكثر من أي وقت مضى وذلك لاعتبارات موضوعية، حيث إن الرصيد الإيجابي للموارد البشرية يسمح في أفق تدبيرها الجيد وتعبئتها وتأهيلها بتثبيت موقعها كقوة مؤثرة في حركية الإصلاحات، ومما لاشك  فيه أن التنمية التي ينشدها المغرب تقتضي تعبئة شاملة للموارد البشرية ، وذلك من أجل تجاوز رهانات الحاضر وتحديات المستقبل، وسنحاول مقاربة هذا الموضوع من خلال رصد أبعاد تدبير الموارد البشرية في المغرب، فالكل يجمع على كون تأهيل الموارد البشرية هو المدخل الرئيس والأساسي للتنمية الشاملة والمستدامة إلا أن هذا التأهيل يجب أن يتخذ بعدين أساسيين: بعد مهني وآخر تخليقي.


    البعدالمهني: يجب أن نقر في البداية أن نظام تدبير الموارد البشرية في المغرب يعاني من عدة إختلالات عميقة خاصة على مستوى الكفاءات المهنية وهذا راجع إلى عدة أسباب لعل من أبرزها إشكالية التكوين المستمر للأطر الإدارية، حيث نلاحظ ضعفا في التأطير داخل الإدارات العمومية ، إضافة إلى نقص في عدد المكونين والخبراء المتخصصين في تأطير برامج التكوين المستمر، حتى تستطيع الأطر الإدارية مواكبة التطورات التكنولوجية والتقنية التي يعرفها العالم ، ومن ثمة الرفع من فعالية و مردودية الإدارة المغربية ، ولتجاوز المثبطات هناك عدة اقتراحات تم تقديمها من طرف مجموعة من الباحثين والخبراء في المجال الإداري في عدة لقاءات وندوات من أهمها:

 - رسم سياسة حقيقية لتدبير الموارد البشرية.

- تحيين وتطوير الإطار القانوني للوظيفة العمومية الذي أصبح متجاوزا (النظام الأساسي للوظيفة العمومية ظهير 24فبراير1958).

- اشتراك كل فعاليات المجتمع المدني في الإصلاح الإداري المرتقب.

- اعتماد رؤية جديدة للتكوين المستمر.


    البعدالأخلاقي:

    إن معظم مظاهر القصور و الإختلالات للأطر الإدارية ، لهذا شكل الاهتمام بتخليق الحياة العامة هاجسا رئيسيا لدى جميع المسؤولين عن الإصلاح الإداري في المغرب ، ونظرا للانعكاسات التي أصبح يشكلها الفساد الإداري من مختلف مظاهر(الارتشاء،استغلال النفوذ،الشطط في استعمال السلطة…) على النسيج الاجتماعي، فقد بات من الضروري اتخاذ تدابير ناجعة ومستعجلة لاستئصال هذه الظواهر المستشرية في جسم الأمة المغربية التي تساهم في إضعاف مردودية الموارد البشرية.

     وفي هذا الإطار يدخل اهتمام صاحب الجلالة محمد السادس نصره الله بهذا الموضوع في أكثر من مناسبة، كما قامت حكومة التناوب بعده مبادرات، كالحملة الوطنية لتخليق الحياة العامة، وميثاق حسن التدبير الذي تمت صياغته من طرف المسؤولين، إلا أن هذه الخطوات رغم أهميتها غير كافية إذ لابد من اعتماد مقاربة شاملة تشترك في صياغتها وبلورتها كامل الفعاليات من حكومة ومؤسسات عامة ومجتمع مدني

 

 



12/12/2011
2 Poster un commentaire

A découvrir aussi


Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 2 autres membres